لم يكن التحالف الأخير الذى هبت به رياح الانتخابات النيابية القادمة على الساحة السياسية المصرية فى الأيام الأخيرة بين حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمون المحظورة بجديد عليهم و على تاريخهم فمنذ نشأت الجماعة على يد حسن البنا في مصر في مارس عام
1928والتى انتشرت بسرعة كبيرة فى العديد من الدول حتى وصل عدد الحركات المنبثقة منها حتى الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية .. وعلى مدار الثمانون عاما وهم يبحثون عن إئتلافات وتحالفات يحققون بها أهدافهم دون قيد أو شرط لتحقيق أهدافهم السياسية التى أصبحت السمة الرئيسية لجماعة الاخوان المسلمون فى جميع الدول العربية ..
فهم تارة يتحالفون مع الضباط الأحرار وأخرى ينقلبون عليهم ويثيرون ضدهم كل ما هو جائز وغير جائز .. وفترة أخرى يتحالفون مع الاشتراكيون الذين كانوا ينتقدونهم .. وأخرى يبحثون التحالف مع أقباط مصر ولكن من الواضح أن الفجوات بين الفريقين مازالت واسعة .. ومن تحالف الى تحالف لايتغير تاريخ الاخوان فى اقامة استراتيجيات ذات أساس واحد يهدف الى تحقيق اهدافهم السياسية التى كانت فى السابق دينية .
ولا تتوقف تحالفاتهم مع النظم الرسمية أو المعارضة أو النقابات المهنية أو الحركات الإحتجاجية المستقلة أو حتي داخل جمعيات و منظمات المجتمع المدنى . وبالعودة للبحث فى تاريخ الاخوان فسوف نجدهم يتحالفون مع الضباط الأحرار فى مهدهم ويستمر ذلك التحالف الى ما بعد نجاح الثورة ولكن نظام عبد الناصر، تحالف معهم واصطدم بهم مبكرا عام 1954 من آجل الصراع علي السلطة. وقد تحالف الضباط الأحرار مع تنظيم الاخوان المسلمين، وكان خمسة علي الأقل ممن عرفوا بالضباط الاحرار أعضاءً في تنظيم الاخوان المسلمين وهم:عبد المنعم عبد الرءوف، ورشاد مهنا، وكمال الدين حسين، وحسين الشافعي، وانور السادات، وقد جاء فى كتاب " مذابح الاخوان المسلمون فى سجون عبد الناصر " أن جمال عبد الناصر حضر الكثير من اجتماعات الجماعة وكان يقوم بتدريب أعضاء الاخوان على استخدام السلاح من أجل تعظيم المشاركة فى الدفاع عن فلسطين من جهة ومن جهة أخرى النضال السياسى ضد الملكية فى مصر .. كما أن جمال عبد الناصر نفسه قد أقسم علي المصحف والسيف في غرفة مظلمة كما ذكر خالد محيي الدين في شهادته علي قناة الجزيرة في برنامج زيارة خاصة، وإن كان لم يكن عضوا مشاركا في الجماعة مثل زملائه الاربعة. ولهذا عندما قامت ثورة يوليو ، أصدرت قرارا بعفو خاص في 11 اكتوبر 1952 عن قتلة المستشار الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة، والذي قتله التنظيم السري للإخوان المسلمين، وتم استثناء جماعة الاخوان المسلمين من القرار الخاص بحل الأحزاب السياسية الصادر في 18 يناير 1953. وتفاوض نظام يوليو مع المرشد العام لترشيح ثلاثة من أعضاء الجماعة للمشاركة في الحكم، ورشح المرشد وقتها منير الدالة وحسن عشماوي ومحمد ابو السعود، وتحمس عبد الناصر كذلك للشيخ احمد حسن الباقوري، ولكن الاخوان رفضت في النهاية لأنها رأت أن ثلاث حقائب وزارية فقط هو تهميش لدور الجماعة وفصلت الباقوري عندما قبل المنصب. وصعدت الجماعة احتجاجاتها ضد النظام واصطدمت بالسلطة في مظاهرات الطلبة في 13 يناير 1954 مما حدا بمجلس قيادة الثورة بإصدار قرار بحل الجماعة في 14 يناير 1954.
وفي 26 اكتوبر 1954 كانت محاولة اغتيال عبد الناصر المعروفة بحادث "المنشية" للخلاص من عبد الناصر الذى كما يقول بعضهم أنه تنكر لدورهم فى نجاح ثورة يوليو وانقلب عليهم ليستأثر بالحكم دونهم.
الاخوان و السادات
ومع بداية السبعينيات من القرن الماضى رحل حكم عبد الناصر بوفاته وحل بدلا منه السادات بثورة التصحيح التى لم تبتعد كثيرا عن التحالف مع الاخوان والانقلاب عليهم ومصالحتهم ثم سجنهم وهكذا كانت وتيرة الحياة بين تحالفات الاخوان والسادات وفى البداية تحالف معهم السادات ولكنه اغتيل على يد جماعة الجهاد التى قيل وقتها أنها أحد الجماعات المنشقة عن جماعة الاخوان الأصلية وبسرد سريع لعلاقة السادات والاخوان فقد تقابل معهم السادات في فترة مبكرة من حكمه وذلك في صيف عام 1971 في استراحة الرئاسة بجناكليس في الاسكندرية، وبترتيب من الملك فيصل ملك السعودية الذي رتب لقاء السادات بزعماء الاخوان في الخارج ومن بينهم سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا ورئيس المنظمة الإسلامية في جنيف التي كانت ترعاها السعودية، وفي هذا اللقاء كما يقول الكاتب والمؤرخ الدكتور عبد العظيم رمضان أن السادات "قال لهم إنه يواجه نفس المشاكل التي قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم في مقاومة الإلحاد والشيوعية، وعرض عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلي النشاط العلني في مصر".وبالفعل قام السادات بالافراج عن المعتقلين من جماعة الاخوان المسلمين، وما بين الشد والجذب والتحالف تارة والانقلاب على بعضهم البعض تارة سارت العلاقة بين تحالفات الاخوان والسادات حتى قام السادات بتشجيع نشاطات الاخوان لمواجهة المد الشيوعى فى المجتمع المصرى مما أعطاهم الكثير من الفرص لتحقيق أهدافهم السياسية للتغلغل داخل أوصال الحياة السياسية والاجتماعية والنشاطات النقابية حت باتت جماعة الاخوان المسلمين صداعا فى رأس حكم السادات خاصة بعد توقيعه لاتفاقية السلام العظيمة .. التى كانت الفاصل القاسم النهائى فى علاقة الاخوان بالسادات فانقلب عليهم بعدما ناهضوا اتفاقياته ونشاطاته من أجل تحقيق السلام وشجعوا القوى المختلفة معه على الانقلاب ضده فبدأ فى اعتقالهم وسجنهم مع بقية الفئات المعارضة لاتفاقية السلام من أجل اتمام خطواتها دون أية عراقيل .. فكان اغتيال السادات هو الرد في حادث المنصة في 6 اكتوبر 1981 علي يد احد الفصائل التي أنتجها تنظيم الاخوان المسلمين.
الاخوان والأحزاب والنقابات.. مصالح وتحالفات
ولم يبخل تنظيم الاخوان على نفسه بجهد البحث والتنقيب عن تحالفات مع قوى الأحزاب المعارضة المصرية لتحقيق غطاء الشرعية فى الدخل من بوابة المجالس النيابية والتى كان من أشهرها فى عام 1984 عندما تحالفوا مع حزب الوفد فى الانتخابات النيابية وحصدوا مجتمعين 57 مقعدا في مجلس الشعب من مجموع 448 عضوا أي حوالي 15% من نسبة المقاعد.
ومن الوفد الى حزب العمل تتكرر مسيرة التحالفات الاخوانية على الساحة السياسية فى المجتمع المصرى عام 1987 بعدما تسللوا رويدا .. رويدا داخل تنظيمات الحزب و نجحوا في الهيمنة والسيطرة الكاملة على كل مدخلات ومخرجات النشاط العام والخاص داخل الحزب حتى تم ايقاف نشاط الحزب عن المشاركة السياسية فى مصر وتمت مصادرة جريدته واعتقال العديد من اعضائه والتى كانت تعد انتقاما من المهندس ابراهيم شكرى واحمد حسين والد عادل حسين اللذين تصدى للاخوان عام 48 بعدما قتل الاخوان أحد شباب حزب مصر الفتاة فى كوم النور فانتظر الاخوان أكثر من أربعين عاما ليثأروا من احمد حسين فى تدمير حزبه، وقبل ذلك فقد حقق الاخوان بالتحالف بين مسمى حزب العمل وحزب الأحرار 60 مقعدا عام 1987 من اجمالي 448 مقعدا فى انتخابات مجلس الشعب. ومن تحالفاتهم مع القوى السياسية الحاكمة الى تحالفاتهم مع الأحزاب المعارضة يتكرر نفس المشهد في النقابات المهنية، خاصة نقابتي الاطباء والمهندسين وبدرجة اقل نقابتي الصيادلة والمحامين وبعض النقابات الأخري، حيث نجح الاخوان فى الهيمنة تماما علي إدارة هاتين النقابتين .
الاخوان والحركات الشعبية السياسية المصرية
ولم تسلم الحركات الشعبية السياسية المستقلة عن الحكومة والمعارضة فى الافلات من فخ الاندماجات والتحالفات المعلنة والخفية لتنظيم الاخوان حيث تسلل تنظيم الاخوان حركة كفاية ودمروها من الداخل مما افقدها قيمتها كتجمع وطني يحاول تقديم رؤية جديدة للمعارضة الحرة فى مصر.
الاخوان والأقباط و تحالفات ناقصة
حتى الأقباط لم يسلموا من محاولات التحالف الاخوانية لتحقيق أهدافهم السياسية على الرغم من الاختلاف الكامل والتام "للأيديولوجيات" ( الفكر والمنهج والمبادئ العامة ) لكل من الاخوان والأقباط إلا الالألعاب السياسية لم تقف عند حد الأفكار والمبادئ حيث حاول الطرفان احداث نوع من التحالف بينهما للفوز بأكبر قدر من المصالح السياسية لكل منهما والشاهد على ذلك محاولتين للحوار حسبما نشرت جريدة الأهالى ما نصه (أن بعض محاولات التحالف بين الاخوان و بين بعض الأقباط بصفتهم الشخصية وليس لكونهم ممثلين للأقباط. الاولي كانت في عام 1991 واستمرت لمدة ثلاثة شهور وكانت المقابلات تتم كل يوم ثلاثاء ، وكان يمثل الجانب القبطي الدكتور ميلاد حنا، امين فخري عبد النور، وليم سليمان قلادة، انطون سيدهم ، فيليب جلاب، وماجد عطية. وكان يمثل الاخوان حامد ابو النصر المرشد العام ، مأمون الهضيبي نائب المرشد، محمد عمارة، سيف الإسلام حسن البنا، وصلاح عبد المقصود. وقد انسحب المرحوم انطون سيدهم بعد الجلسة الاولي نافرا من لغة الحوار المشبعة بالمصطلحات الإسلامية، وانسحب المرحوم فيليب جلاب بعد الجلسة الثانية قائلا الحوار مع الاخوان مثل الحرث في البحر... وبعد ثلاثة شهور لم يصل المجتمعون إلي نقطة اتفاق واحدة. والمحاولة الثانية كانت عام 2007 بين يوسف سيدهم وامين فهيم وبعض قيادات الاخوان وبترتيب من محمد عبد القدوس وانتهت بدون نتائج أيضا، وكانت أقرب إلي الحوار الشخصي مع المهندس يوسف سيدهم لمحاولة وقف نقد الجماعة في جريدة وطني. و قد أعلن مؤخرا عن تحالف بين بعض المنظمات المصرية والتي بداخلها عناصر ذات ميول إسلامية وبين التجمع القبطي الأمريكي الذي يرأسه كميل حليم، ووقع التجمع كعضو في هذا التحالف ولم يقدم كميل نفسه لهذا التحالف باعتباره ممثلا للأقباط أو لأقباط المهجر ولكن وقع بصفته الشخصية فقط وومثلا لمنظمته وحدها دون غيرها، ولا يوافقه أحد في المهجر علي هذا التحالف) .
ومما ينتج عن التاريخ الأسود لتحالفات الاخوان أنهم لا يألون جهدا فى تحقيق أهدافهم بأى طريقة ووسيلة من التحالفات حتى ولو كانت مع من يختلفون معهم كليا أو جزئيا وهو ما وضح جليا من تاريخ التحالفات المختلفة لتنظيم الاخوان وجميع القوى السياسية التى مرت على الشعب المصرى بدءً من الضباط الأحرار وأخيرا وليس أخر حزب الوفد
ولا تتوقف تحالفاتهم مع النظم الرسمية أو المعارضة أو النقابات المهنية أو الحركات الإحتجاجية المستقلة أو حتي داخل جمعيات و منظمات المجتمع المدنى . وبالعودة للبحث فى تاريخ الاخوان فسوف نجدهم يتحالفون مع الضباط الأحرار فى مهدهم ويستمر ذلك التحالف الى ما بعد نجاح الثورة ولكن نظام عبد الناصر، تحالف معهم واصطدم بهم مبكرا عام 1954 من آجل الصراع علي السلطة. وقد تحالف الضباط الأحرار مع تنظيم الاخوان المسلمين، وكان خمسة علي الأقل ممن عرفوا بالضباط الاحرار أعضاءً في تنظيم الاخوان المسلمين وهم:عبد المنعم عبد الرءوف، ورشاد مهنا، وكمال الدين حسين، وحسين الشافعي، وانور السادات، وقد جاء فى كتاب " مذابح الاخوان المسلمون فى سجون عبد الناصر " أن جمال عبد الناصر حضر الكثير من اجتماعات الجماعة وكان يقوم بتدريب أعضاء الاخوان على استخدام السلاح من أجل تعظيم المشاركة فى الدفاع عن فلسطين من جهة ومن جهة أخرى النضال السياسى ضد الملكية فى مصر .. كما أن جمال عبد الناصر نفسه قد أقسم علي المصحف والسيف في غرفة مظلمة كما ذكر خالد محيي الدين في شهادته علي قناة الجزيرة في برنامج زيارة خاصة، وإن كان لم يكن عضوا مشاركا في الجماعة مثل زملائه الاربعة. ولهذا عندما قامت ثورة يوليو ، أصدرت قرارا بعفو خاص في 11 اكتوبر 1952 عن قتلة المستشار الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة، والذي قتله التنظيم السري للإخوان المسلمين، وتم استثناء جماعة الاخوان المسلمين من القرار الخاص بحل الأحزاب السياسية الصادر في 18 يناير 1953. وتفاوض نظام يوليو مع المرشد العام لترشيح ثلاثة من أعضاء الجماعة للمشاركة في الحكم، ورشح المرشد وقتها منير الدالة وحسن عشماوي ومحمد ابو السعود، وتحمس عبد الناصر كذلك للشيخ احمد حسن الباقوري، ولكن الاخوان رفضت في النهاية لأنها رأت أن ثلاث حقائب وزارية فقط هو تهميش لدور الجماعة وفصلت الباقوري عندما قبل المنصب. وصعدت الجماعة احتجاجاتها ضد النظام واصطدمت بالسلطة في مظاهرات الطلبة في 13 يناير 1954 مما حدا بمجلس قيادة الثورة بإصدار قرار بحل الجماعة في 14 يناير 1954.
وفي 26 اكتوبر 1954 كانت محاولة اغتيال عبد الناصر المعروفة بحادث "المنشية" للخلاص من عبد الناصر الذى كما يقول بعضهم أنه تنكر لدورهم فى نجاح ثورة يوليو وانقلب عليهم ليستأثر بالحكم دونهم.
الاخوان و السادات
ومع بداية السبعينيات من القرن الماضى رحل حكم عبد الناصر بوفاته وحل بدلا منه السادات بثورة التصحيح التى لم تبتعد كثيرا عن التحالف مع الاخوان والانقلاب عليهم ومصالحتهم ثم سجنهم وهكذا كانت وتيرة الحياة بين تحالفات الاخوان والسادات وفى البداية تحالف معهم السادات ولكنه اغتيل على يد جماعة الجهاد التى قيل وقتها أنها أحد الجماعات المنشقة عن جماعة الاخوان الأصلية وبسرد سريع لعلاقة السادات والاخوان فقد تقابل معهم السادات في فترة مبكرة من حكمه وذلك في صيف عام 1971 في استراحة الرئاسة بجناكليس في الاسكندرية، وبترتيب من الملك فيصل ملك السعودية الذي رتب لقاء السادات بزعماء الاخوان في الخارج ومن بينهم سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا ورئيس المنظمة الإسلامية في جنيف التي كانت ترعاها السعودية، وفي هذا اللقاء كما يقول الكاتب والمؤرخ الدكتور عبد العظيم رمضان أن السادات "قال لهم إنه يواجه نفس المشاكل التي قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم في مقاومة الإلحاد والشيوعية، وعرض عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلي النشاط العلني في مصر".وبالفعل قام السادات بالافراج عن المعتقلين من جماعة الاخوان المسلمين، وما بين الشد والجذب والتحالف تارة والانقلاب على بعضهم البعض تارة سارت العلاقة بين تحالفات الاخوان والسادات حتى قام السادات بتشجيع نشاطات الاخوان لمواجهة المد الشيوعى فى المجتمع المصرى مما أعطاهم الكثير من الفرص لتحقيق أهدافهم السياسية للتغلغل داخل أوصال الحياة السياسية والاجتماعية والنشاطات النقابية حت باتت جماعة الاخوان المسلمين صداعا فى رأس حكم السادات خاصة بعد توقيعه لاتفاقية السلام العظيمة .. التى كانت الفاصل القاسم النهائى فى علاقة الاخوان بالسادات فانقلب عليهم بعدما ناهضوا اتفاقياته ونشاطاته من أجل تحقيق السلام وشجعوا القوى المختلفة معه على الانقلاب ضده فبدأ فى اعتقالهم وسجنهم مع بقية الفئات المعارضة لاتفاقية السلام من أجل اتمام خطواتها دون أية عراقيل .. فكان اغتيال السادات هو الرد في حادث المنصة في 6 اكتوبر 1981 علي يد احد الفصائل التي أنتجها تنظيم الاخوان المسلمين.
الاخوان والأحزاب والنقابات.. مصالح وتحالفات
ولم يبخل تنظيم الاخوان على نفسه بجهد البحث والتنقيب عن تحالفات مع قوى الأحزاب المعارضة المصرية لتحقيق غطاء الشرعية فى الدخل من بوابة المجالس النيابية والتى كان من أشهرها فى عام 1984 عندما تحالفوا مع حزب الوفد فى الانتخابات النيابية وحصدوا مجتمعين 57 مقعدا في مجلس الشعب من مجموع 448 عضوا أي حوالي 15% من نسبة المقاعد.
ومن الوفد الى حزب العمل تتكرر مسيرة التحالفات الاخوانية على الساحة السياسية فى المجتمع المصرى عام 1987 بعدما تسللوا رويدا .. رويدا داخل تنظيمات الحزب و نجحوا في الهيمنة والسيطرة الكاملة على كل مدخلات ومخرجات النشاط العام والخاص داخل الحزب حتى تم ايقاف نشاط الحزب عن المشاركة السياسية فى مصر وتمت مصادرة جريدته واعتقال العديد من اعضائه والتى كانت تعد انتقاما من المهندس ابراهيم شكرى واحمد حسين والد عادل حسين اللذين تصدى للاخوان عام 48 بعدما قتل الاخوان أحد شباب حزب مصر الفتاة فى كوم النور فانتظر الاخوان أكثر من أربعين عاما ليثأروا من احمد حسين فى تدمير حزبه، وقبل ذلك فقد حقق الاخوان بالتحالف بين مسمى حزب العمل وحزب الأحرار 60 مقعدا عام 1987 من اجمالي 448 مقعدا فى انتخابات مجلس الشعب. ومن تحالفاتهم مع القوى السياسية الحاكمة الى تحالفاتهم مع الأحزاب المعارضة يتكرر نفس المشهد في النقابات المهنية، خاصة نقابتي الاطباء والمهندسين وبدرجة اقل نقابتي الصيادلة والمحامين وبعض النقابات الأخري، حيث نجح الاخوان فى الهيمنة تماما علي إدارة هاتين النقابتين .
الاخوان والحركات الشعبية السياسية المصرية
ولم تسلم الحركات الشعبية السياسية المستقلة عن الحكومة والمعارضة فى الافلات من فخ الاندماجات والتحالفات المعلنة والخفية لتنظيم الاخوان حيث تسلل تنظيم الاخوان حركة كفاية ودمروها من الداخل مما افقدها قيمتها كتجمع وطني يحاول تقديم رؤية جديدة للمعارضة الحرة فى مصر.
الاخوان والأقباط و تحالفات ناقصة
حتى الأقباط لم يسلموا من محاولات التحالف الاخوانية لتحقيق أهدافهم السياسية على الرغم من الاختلاف الكامل والتام "للأيديولوجيات" ( الفكر والمنهج والمبادئ العامة ) لكل من الاخوان والأقباط إلا الالألعاب السياسية لم تقف عند حد الأفكار والمبادئ حيث حاول الطرفان احداث نوع من التحالف بينهما للفوز بأكبر قدر من المصالح السياسية لكل منهما والشاهد على ذلك محاولتين للحوار حسبما نشرت جريدة الأهالى ما نصه (أن بعض محاولات التحالف بين الاخوان و بين بعض الأقباط بصفتهم الشخصية وليس لكونهم ممثلين للأقباط. الاولي كانت في عام 1991 واستمرت لمدة ثلاثة شهور وكانت المقابلات تتم كل يوم ثلاثاء ، وكان يمثل الجانب القبطي الدكتور ميلاد حنا، امين فخري عبد النور، وليم سليمان قلادة، انطون سيدهم ، فيليب جلاب، وماجد عطية. وكان يمثل الاخوان حامد ابو النصر المرشد العام ، مأمون الهضيبي نائب المرشد، محمد عمارة، سيف الإسلام حسن البنا، وصلاح عبد المقصود. وقد انسحب المرحوم انطون سيدهم بعد الجلسة الاولي نافرا من لغة الحوار المشبعة بالمصطلحات الإسلامية، وانسحب المرحوم فيليب جلاب بعد الجلسة الثانية قائلا الحوار مع الاخوان مثل الحرث في البحر... وبعد ثلاثة شهور لم يصل المجتمعون إلي نقطة اتفاق واحدة. والمحاولة الثانية كانت عام 2007 بين يوسف سيدهم وامين فهيم وبعض قيادات الاخوان وبترتيب من محمد عبد القدوس وانتهت بدون نتائج أيضا، وكانت أقرب إلي الحوار الشخصي مع المهندس يوسف سيدهم لمحاولة وقف نقد الجماعة في جريدة وطني. و قد أعلن مؤخرا عن تحالف بين بعض المنظمات المصرية والتي بداخلها عناصر ذات ميول إسلامية وبين التجمع القبطي الأمريكي الذي يرأسه كميل حليم، ووقع التجمع كعضو في هذا التحالف ولم يقدم كميل نفسه لهذا التحالف باعتباره ممثلا للأقباط أو لأقباط المهجر ولكن وقع بصفته الشخصية فقط وومثلا لمنظمته وحدها دون غيرها، ولا يوافقه أحد في المهجر علي هذا التحالف) .
ومما ينتج عن التاريخ الأسود لتحالفات الاخوان أنهم لا يألون جهدا فى تحقيق أهدافهم بأى طريقة ووسيلة من التحالفات حتى ولو كانت مع من يختلفون معهم كليا أو جزئيا وهو ما وضح جليا من تاريخ التحالفات المختلفة لتنظيم الاخوان وجميع القوى السياسية التى مرت على الشعب المصرى بدءً من الضباط الأحرار وأخيرا وليس أخر حزب الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق