http://muntada.islamtoday.net/t75770.html
http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nwsId=3616&secid=1188
هل قتل الإخوان مرشدهم الأول حسن البنا ؟!! ( دعوة للحوار )
http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nwsId=3616&secid=1188
هل قتل الإخوان مرشدهم الأول حسن البنا ؟!! ( دعوة للحوار )
أنه كلما تعمقنا في بحث ودراسة هذا الحادث نجد الروايات الساذجة المعتمدة رسميا من قادة الجماعة عن هذا الحادث لتفريق دم حسن البنا الى جهة أو جهات متعددة، ولذلك اتهم الإخوان كلا من: البوليس السياسي ورئيس الوزراء والملك والاستعمار العالمي والدول الاستعمارية والصهيونية العالمية بقتل المرشد، إلا أنهم لم يتهموا جهة محددة بعينها، ولم يقدموا أي دليل لإثبات صحة رواياتهم المتعددة عن الحادث·
و إننا كلما أمعنا النظر في كتابات أعضاء حركة الإخوان المسلمين ومن أهمهم صلاح شادي، وأحمد عادل كمال وآخرين، واعتمدت على رواياتهم لحادث مقتل حسن البنا، نكتشف بمقارنة هذه الروايات عن مقدار كبير في التناقضات فيما بينها وهو ما أوحى له بأن هناك سر أو معلومات تحاول جماعة الإخوان عدم كشفه أو الخوض فيه·!!!
في مذكرات صلاح شادي القيادي السابق في النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين والتي كانت بعنوان (صفحات من التاريخ·· حصاد العمر، الطبعة الثالثة عام 1987، الناشر: دار الزهراء للاعلام العربي)، حيث يقول صلاح شادي في صفحة 106 عن هذا الحادث: في يوم 12 فبراير 1949 تلقى الإمام حسن البنا استدعاء مجهولا الى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين قبيل غروب شمس هذا اليوم، وبينما كان يهم بركوب السيارة الأجرة التي كان يستقلها مع صهره عبد الكريم منصور، أطفئت أنوار شارع الملكة نازلي الذي كان يقع فيه بناء الجمعية، وأطلق عليه المخبر أحمد حسين جاد الرصاص، وصعد المرشد على سلالم دار الشبان بالرغم من إصابته، وطلبة عربة الإسعاف بنفسه تليفونيا، وحملته العربة الى القصر العيني حيث لاقى ربه بسبب النزيف الذي لحقه من إصابته، ويواصل صلاح شادي روايته في نفس الصفحة لقد أراد إبراهيم عبدالهادي رئيس الوزراء أن يقدم رأس حسن البنا هدية للملك فاروق في العيد السنوي لجلوسه المشؤوم على عرش مصر وهو يوم 12 فبراير 1949·
الملحوظات على هذه الرواية
1- لم يذكر صلاح شادي أو حتى يشير الى أي محاولة للوصول الى صاحب الاستدعاء المجهول لحسن البنا، والذي جعله يذهب على الفور الى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، وتتساءل الدراسة هل كان فضيلة المرشد يستجيب بهذه البساطة لأي استدعاء يصل اليه من أي شخص مجهول؟ وهذا الأمر يفسر أن هناك احتمال أن من قام بالاستدعاء شخص معروف للمرشد وهو ما يفسر الاستجابة السريعة·
2- يحدد صلاح شادي بصورة قاطعة أن من قام بقتل حسن البنا هو المخبر أحمد حسين جاد·· فهل كان هذا المخبر معروف للإخوان واستطاعوا التعرف عليه أثناء تنفيذه الجريمة؟ وإذا كان كذلك·· فهل يعقل أن يرسل البوليس السياسي الذي اتهمه الإخوان باغتيال حسن البنا أحد مخبريه المعروفين أم يرسل شخصا مجهولا لتنفيذ هذه الجريمة؟!!
3- يقول صلاح شادي أنه تم التخطيط لاغتيال حسن البنا في يوم العيد السنوي لجلوس الملك على عرش مصر، وأن رئيس الوزراء قدم رأس البنا هدية للملك في هذا اليوم، ولكن تنفيذ الجريمة في هذا اليوم يعطي فرصة ثمينة لمن يريد توجيه الاتهام الى رئيس الوزراء والبوليس السياسي والى الملك نفسه، فهل أراد رئيس الوزراء والبوليس السياسي تقديم دليل ضدهم؟! أم أن من اختار هذا اليوم بالذات هو لتوجيه تفكير الناس وتوجيه دفة الاتهام والشك والاشتباه الى الملك ورئيس الوزراء والبوليس السياسي؟!
أما رواية أحمد عادل كمال القيادي في النظام الخاص فيورد رواية الاغتيال بصورة مختلفة تماما في مذكراته بعنوان (النقط فوق الحروف، الطبعة الثانية 1989، دار الزهراء للاعلام العربي)·· ففي ص 298 يروي حادث اغتيال المرشد ولكنه لا يورد أي ذكر لاستدعاء مجهول أو استدراج لحسن البنا الى جمعية الشباب المسلمين كما ذكر صلاح شادي·· يقول أحمد عادل كمال أنه كانت هناك اجتماعات تتم بين فضيلة المرشد وبين الحكومة في دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نزلي ـ عن طريق وسطاء ـ لحل الخلافات بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين، ويقول إن هذه الاتصالات كانت تتم مع الوزير مصطفى مرعي في لجنة ضمت صالح حرب باشا وزكي علي باشا ومصطفى أمين·· ولكن مصطفى مرعي رفض الاستمرار في الوساطة على أثر حادث المحكمة·· وهو الحادث الذي قام فيه أعضاء الجهاز العسكري السري للإخوان المسلمين بمحاولة نسف محكمة استئناف القاهرة في 13 يناير 1949·
ثم يقول كمال: ولم يكل الأستاذ·· فعاود الاتصال عن طريق رجل آخر اسمه محمد الناغي، كان يمت الى إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء بصلة قرابة، وكان لقاؤهم يتم في دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي·· ثم يقول في الصفحة 299: وخرج الاستاذ من دار الجمعية وبصحبته صهره الأستاذ عبد الكريم منصور المحامي، فكان المرور مقطوعا بهذا الجزء من الشارع الذي هو أكبر وأطول شوارع القاهرة، وكذلك كانت الإضاءة مقطوعة والظلام يخيم على المكان· كانوا قد استدعوا سيارة أجرة ركبها الأستاذ البنا والأستاذ عبد الكريم، وقبل أن تتحرك تقدم منها شخصان مسلحان بالمسدسات·· وراح أحدهما يطلق النار على الأستاذ داخل السيارة فأصابه برصاصات·· وفتح الأستاذ البنا باب السيارة ونزل منها وأمسك ذلك المجرم بيده، فتقدم زميله المجرم الثاني لنجدته وأطلق النار على الأستاذ وانسحب بزميله، فعبرا الشارع الى الجانب الآخر حيث ركبا سيارة كانت تنتظرهما وبها سائقها، فانطلقت بهما···
ويتحدث أحمد عادل كمال عن مرشد للبوليس السياسي في جمعية الشبان المسلمين يدعى محمد الليثي، ويقول·· تمكن محمد الليثي·· وقد اجتاز شطر الشارع المخصص للترام أن يرى السيارة وأن يلتقط رقمها، واستطاع مراسل جريدة المصري أن يحصل على هذا الرقم من فم الليثي·· وسارع به الى جريدته التي بادرت بنشره صباح اليوم التالي·· وصودرت الجريدة وأحرقت جميع نسخها، فقد كان الرقم هو رقم سيارة الأميرالاي محمود عبد المجيد·· وكان الأميرالاي ـ العميد ـ محمود عبد المجيد هو وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي··!!
الملحوظات على هذه الرواية
1- ينفي أحمد عادل كمال تماما قصة استدراج المرشد حسن البنا باستدعاء مجهول الى مركز الشباب المسلمين التي حاول صلاح شادي ترويجها، حيث يؤكد كمال أن حسن البنا ذهب بنفسه للاجتماع لحل الخلافات مع الحكومة·
2- يقول كمال أيضا إن الذين اغتالوا المرشد هما شخصان مجهولان في حين أن صلاح شادي يقول أن الجاني هو شخص واحد معروف وهذا تناقض بين الروايتين تنفي أحداهما الأخرى!!
3- يتحدث كمال عن مرشد للبوليس السياسي تم زرعه في جمعية الشبان المسلمين·· وهذا المرشد اجتاز الشارع يلتقط رقم السيارة التي استقلها الجناة وأنه أبلغ مراسل جريدة المصري لتنشر الرقم في صباح اليوم التالي·· وهذه أقوال غريبة !! فهل مرشد البوليس السياسي يعمل لصالح البوليس السياسي أم يعمل لصالح الإخوان؟؟!! ليفضحهم ويكشف رقم السيارة·
4- ذكر أحمد عادل كمال أن رقم السيارة كانت عائدة للأميرالاي محمود عبد المجيد وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي·· فهل البوليس السياسي بهذه السذاجة؟!! وهل من المقبول عقليا أن يرسل جهاز بحجم البوليس السياسي سيارة وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي لاغتيال شخص؟؟!!
و لم تستطع جماعة الإخوان المسلمين لم تستطع إثبات أيا من هاتين الروايتين، بل هي أقاويل مرسلة تتناقض مع بعضها البعض وتتساقط عند أو فحص أو تمحيص· وذلك في الوقت الذي تعمدت فيه الجماعة التغطية تماما وفرض مؤامرة صمت على خلافات وصدامات وأحداث خطيرة حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها بدأت قبيل اغتيال حسن البنا واستمرت بعد اغتياله، وأدت إلى قيام الإخوان بقتل وتكفير بعضهم في سبيل التمسك بالمراكز والمواقع التي يتسيدونها ويسيطروا عليها في الجماعة.
الترجيح
إن المتتبع لحال هذه الجماعة و منهجها المتناقض في نفسه عقديا يُرجح أن الإخوان هم من قتلوا قائدهم خاصة أن هذا الغدر نهج في هذه الجماعة ففي مذكرات على عشماوي القائد السابق للنظام الخاص بعنوان (التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، الطبعة الثانية، 2006) حيث يتحدث فيها عشماوي عن الخلافات وأساليب الغدر والخيانة بين قادة جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم .
فالإخوان المسلمون همهم المناصب والجلوس على الكرسي ولو على حساب دينهم وهكذا ينقلب السحر على الساحر فحسن البنا الذي طالما ربى أتباعه على منهجه البدعي والتنافس على المناصب ينتقمون منه بما رباهم عليه من سياسة الإغتيالات و الغدر والتصفيات !!!!
لكن هل فعل حسن البنا ما يجعل بعض أعضاء الجماعة يفكرون في قتله أو علي الأقل يساعدون في ذلك؟ فبعد أن عاد حسن البنا من أداء فريضة الحج في خريف عام 1948 وجد حوادث القنابل والانف جارا ت في القاهرة، سلسلة توالت حلقاs ا، انفجار «ممر شيكوريل.. شركة الإعلانات الشرقية.. حارة اليهود» وإلي جوار الانفجارات مصرع المستشار الخازندار من رجال القضاء ومصرع سليم زكي من رجال الأمن، ملامح الصورة يرسمها المسدس والقنبلة والديناميت وكانت ملامح القلق بادية علي البنا.. ثم جاء مصرع النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية ليضع البنا في أشد المواقف حرجا.. ليصدر بعد مصرع النقراشي وثيقته الخطيرة «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين».. وهو بهذا الإعلان لم يتبرأ فقط من أعضاء النظام الخاص العسكري السري الذين قاموا باغتيال النقراشي.. ولكنه قام أيضا بتكفيرهم وإخراجهم من ملة الإسلام.
كان هذا خطأ حسن البنا الكبير ولابد أنه أثار كراهية أعضاء من الجماعة عليه.. إذ كيف بعد أن اتبعوه وعملوا معه و يتبعوه على نهجه و تعاليمه يقسو عليهم بهذه الدرجة.. لقد تحول حسن البنا بهذا البيان من مرشد وإمام للجماعة إلي عدو يجب التخلص منه خاصة أن هناك من رأي أن حسن البنا باع أبناء جماعته للأمن بمثل هذا البيان وكان لابد أن يدفع الثمن !!!
و لنا هذه التساؤلات :
أولا: هل تم تحقيق داخل جماعة الإخوان المسلمين لكشف الجناة في حادث اغتيال الشيخ حسن البنا مرشد الجماعة؟ وإذا كان هذا التحقيق تم فمتي حدث؟ وهل أعلنت نتائجه؟ وما هي هذه النتائج؟، وهل تم أخذ أقوال عبدالرحمن السندي في هذا التحقيق خاصة أن أصابع الاتهام اتجهت إليه علي وجه التحديد لأن الخلافات بينه وبين المرشد كانت قد وصلت إلي مرحلة خطيرة أدت إلي عزل المرشد للسندي عن قيادة التنظيم السري وتعيين سيد فايز بدلا منه؟، كما أن حادث اغتيال البنا تم بعد هذه الواقعة مباشرة.
ثانيا: لماذا لم تنتقم أو تعاقب جماعة الإخوان المسلمين الأشخاص الذي ادعت أنهم قتلوا المرشد ولماذا لم تنفذ القصاص الشرعي فيهم خاصة أن الجماعة حددت أسماء بعينها اتهمتهم بقتل المرشد؟
ثالثا: لماذا لم تقدم الجماعة منذ اغتيال الشيخ حسن البنا عام 1949 وحتي الآن أي دليل تثبت به صحة اتهامها للملك ولمجلس الوزراء وللبوليس السياسي والاستعمار العالمي وإنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية بقتل مرشدهم؟
رابعا: لماذا لم يتم انتخاب أو تعيين أحمد سيف الإسلام حسن البنا ابن مرشد ومؤسس الجماعة في أي منصب في الجماعة حتي ولو كان شرفيا أو صوريا منذ اغتيال والده الشيخ حسن البنا وحتي الآن، هل لأن سيف كان يعلم سر اغتيال والده وكان يعلم من هم القتلة الحقيقيون ولذلك قررت الجماعة وضعه في الظل وابعاده تماما عن الجماعة طوال هذه السنوات؟..أسئلة لم تجب عنها الجماعة واعتقد أنها لن تفعل ذلك أبدا
و إننا كلما أمعنا النظر في كتابات أعضاء حركة الإخوان المسلمين ومن أهمهم صلاح شادي، وأحمد عادل كمال وآخرين، واعتمدت على رواياتهم لحادث مقتل حسن البنا، نكتشف بمقارنة هذه الروايات عن مقدار كبير في التناقضات فيما بينها وهو ما أوحى له بأن هناك سر أو معلومات تحاول جماعة الإخوان عدم كشفه أو الخوض فيه·!!!
رواية صلاح شادي
في مذكرات صلاح شادي القيادي السابق في النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين والتي كانت بعنوان (صفحات من التاريخ·· حصاد العمر، الطبعة الثالثة عام 1987، الناشر: دار الزهراء للاعلام العربي)، حيث يقول صلاح شادي في صفحة 106 عن هذا الحادث: في يوم 12 فبراير 1949 تلقى الإمام حسن البنا استدعاء مجهولا الى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين قبيل غروب شمس هذا اليوم، وبينما كان يهم بركوب السيارة الأجرة التي كان يستقلها مع صهره عبد الكريم منصور، أطفئت أنوار شارع الملكة نازلي الذي كان يقع فيه بناء الجمعية، وأطلق عليه المخبر أحمد حسين جاد الرصاص، وصعد المرشد على سلالم دار الشبان بالرغم من إصابته، وطلبة عربة الإسعاف بنفسه تليفونيا، وحملته العربة الى القصر العيني حيث لاقى ربه بسبب النزيف الذي لحقه من إصابته، ويواصل صلاح شادي روايته في نفس الصفحة لقد أراد إبراهيم عبدالهادي رئيس الوزراء أن يقدم رأس حسن البنا هدية للملك فاروق في العيد السنوي لجلوسه المشؤوم على عرش مصر وهو يوم 12 فبراير 1949·
الملحوظات على هذه الرواية
1- لم يذكر صلاح شادي أو حتى يشير الى أي محاولة للوصول الى صاحب الاستدعاء المجهول لحسن البنا، والذي جعله يذهب على الفور الى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، وتتساءل الدراسة هل كان فضيلة المرشد يستجيب بهذه البساطة لأي استدعاء يصل اليه من أي شخص مجهول؟ وهذا الأمر يفسر أن هناك احتمال أن من قام بالاستدعاء شخص معروف للمرشد وهو ما يفسر الاستجابة السريعة·
2- يحدد صلاح شادي بصورة قاطعة أن من قام بقتل حسن البنا هو المخبر أحمد حسين جاد·· فهل كان هذا المخبر معروف للإخوان واستطاعوا التعرف عليه أثناء تنفيذه الجريمة؟ وإذا كان كذلك·· فهل يعقل أن يرسل البوليس السياسي الذي اتهمه الإخوان باغتيال حسن البنا أحد مخبريه المعروفين أم يرسل شخصا مجهولا لتنفيذ هذه الجريمة؟!!
3- يقول صلاح شادي أنه تم التخطيط لاغتيال حسن البنا في يوم العيد السنوي لجلوس الملك على عرش مصر، وأن رئيس الوزراء قدم رأس البنا هدية للملك في هذا اليوم، ولكن تنفيذ الجريمة في هذا اليوم يعطي فرصة ثمينة لمن يريد توجيه الاتهام الى رئيس الوزراء والبوليس السياسي والى الملك نفسه، فهل أراد رئيس الوزراء والبوليس السياسي تقديم دليل ضدهم؟! أم أن من اختار هذا اليوم بالذات هو لتوجيه تفكير الناس وتوجيه دفة الاتهام والشك والاشتباه الى الملك ورئيس الوزراء والبوليس السياسي؟!
رواية أحمد عادل كمال
أما رواية أحمد عادل كمال القيادي في النظام الخاص فيورد رواية الاغتيال بصورة مختلفة تماما في مذكراته بعنوان (النقط فوق الحروف، الطبعة الثانية 1989، دار الزهراء للاعلام العربي)·· ففي ص 298 يروي حادث اغتيال المرشد ولكنه لا يورد أي ذكر لاستدعاء مجهول أو استدراج لحسن البنا الى جمعية الشباب المسلمين كما ذكر صلاح شادي·· يقول أحمد عادل كمال أنه كانت هناك اجتماعات تتم بين فضيلة المرشد وبين الحكومة في دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نزلي ـ عن طريق وسطاء ـ لحل الخلافات بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين، ويقول إن هذه الاتصالات كانت تتم مع الوزير مصطفى مرعي في لجنة ضمت صالح حرب باشا وزكي علي باشا ومصطفى أمين·· ولكن مصطفى مرعي رفض الاستمرار في الوساطة على أثر حادث المحكمة·· وهو الحادث الذي قام فيه أعضاء الجهاز العسكري السري للإخوان المسلمين بمحاولة نسف محكمة استئناف القاهرة في 13 يناير 1949·
ثم يقول كمال: ولم يكل الأستاذ·· فعاود الاتصال عن طريق رجل آخر اسمه محمد الناغي، كان يمت الى إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء بصلة قرابة، وكان لقاؤهم يتم في دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي·· ثم يقول في الصفحة 299: وخرج الاستاذ من دار الجمعية وبصحبته صهره الأستاذ عبد الكريم منصور المحامي، فكان المرور مقطوعا بهذا الجزء من الشارع الذي هو أكبر وأطول شوارع القاهرة، وكذلك كانت الإضاءة مقطوعة والظلام يخيم على المكان· كانوا قد استدعوا سيارة أجرة ركبها الأستاذ البنا والأستاذ عبد الكريم، وقبل أن تتحرك تقدم منها شخصان مسلحان بالمسدسات·· وراح أحدهما يطلق النار على الأستاذ داخل السيارة فأصابه برصاصات·· وفتح الأستاذ البنا باب السيارة ونزل منها وأمسك ذلك المجرم بيده، فتقدم زميله المجرم الثاني لنجدته وأطلق النار على الأستاذ وانسحب بزميله، فعبرا الشارع الى الجانب الآخر حيث ركبا سيارة كانت تنتظرهما وبها سائقها، فانطلقت بهما···
ويتحدث أحمد عادل كمال عن مرشد للبوليس السياسي في جمعية الشبان المسلمين يدعى محمد الليثي، ويقول·· تمكن محمد الليثي·· وقد اجتاز شطر الشارع المخصص للترام أن يرى السيارة وأن يلتقط رقمها، واستطاع مراسل جريدة المصري أن يحصل على هذا الرقم من فم الليثي·· وسارع به الى جريدته التي بادرت بنشره صباح اليوم التالي·· وصودرت الجريدة وأحرقت جميع نسخها، فقد كان الرقم هو رقم سيارة الأميرالاي محمود عبد المجيد·· وكان الأميرالاي ـ العميد ـ محمود عبد المجيد هو وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي··!!
الملحوظات على هذه الرواية
1- ينفي أحمد عادل كمال تماما قصة استدراج المرشد حسن البنا باستدعاء مجهول الى مركز الشباب المسلمين التي حاول صلاح شادي ترويجها، حيث يؤكد كمال أن حسن البنا ذهب بنفسه للاجتماع لحل الخلافات مع الحكومة·
2- يقول كمال أيضا إن الذين اغتالوا المرشد هما شخصان مجهولان في حين أن صلاح شادي يقول أن الجاني هو شخص واحد معروف وهذا تناقض بين الروايتين تنفي أحداهما الأخرى!!
3- يتحدث كمال عن مرشد للبوليس السياسي تم زرعه في جمعية الشبان المسلمين·· وهذا المرشد اجتاز الشارع يلتقط رقم السيارة التي استقلها الجناة وأنه أبلغ مراسل جريدة المصري لتنشر الرقم في صباح اليوم التالي·· وهذه أقوال غريبة !! فهل مرشد البوليس السياسي يعمل لصالح البوليس السياسي أم يعمل لصالح الإخوان؟؟!! ليفضحهم ويكشف رقم السيارة·
4- ذكر أحمد عادل كمال أن رقم السيارة كانت عائدة للأميرالاي محمود عبد المجيد وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي·· فهل البوليس السياسي بهذه السذاجة؟!! وهل من المقبول عقليا أن يرسل جهاز بحجم البوليس السياسي سيارة وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي لاغتيال شخص؟؟!!
و لم تستطع جماعة الإخوان المسلمين لم تستطع إثبات أيا من هاتين الروايتين، بل هي أقاويل مرسلة تتناقض مع بعضها البعض وتتساقط عند أو فحص أو تمحيص· وذلك في الوقت الذي تعمدت فيه الجماعة التغطية تماما وفرض مؤامرة صمت على خلافات وصدامات وأحداث خطيرة حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها بدأت قبيل اغتيال حسن البنا واستمرت بعد اغتياله، وأدت إلى قيام الإخوان بقتل وتكفير بعضهم في سبيل التمسك بالمراكز والمواقع التي يتسيدونها ويسيطروا عليها في الجماعة.
الترجيح
إن المتتبع لحال هذه الجماعة و منهجها المتناقض في نفسه عقديا يُرجح أن الإخوان هم من قتلوا قائدهم خاصة أن هذا الغدر نهج في هذه الجماعة ففي مذكرات على عشماوي القائد السابق للنظام الخاص بعنوان (التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، الطبعة الثانية، 2006) حيث يتحدث فيها عشماوي عن الخلافات وأساليب الغدر والخيانة بين قادة جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم .
فالإخوان المسلمون همهم المناصب والجلوس على الكرسي ولو على حساب دينهم وهكذا ينقلب السحر على الساحر فحسن البنا الذي طالما ربى أتباعه على منهجه البدعي والتنافس على المناصب ينتقمون منه بما رباهم عليه من سياسة الإغتيالات و الغدر والتصفيات !!!!
لكن هل فعل حسن البنا ما يجعل بعض أعضاء الجماعة يفكرون في قتله أو علي الأقل يساعدون في ذلك؟ فبعد أن عاد حسن البنا من أداء فريضة الحج في خريف عام 1948 وجد حوادث القنابل والانف جارا ت في القاهرة، سلسلة توالت حلقاs ا، انفجار «ممر شيكوريل.. شركة الإعلانات الشرقية.. حارة اليهود» وإلي جوار الانفجارات مصرع المستشار الخازندار من رجال القضاء ومصرع سليم زكي من رجال الأمن، ملامح الصورة يرسمها المسدس والقنبلة والديناميت وكانت ملامح القلق بادية علي البنا.. ثم جاء مصرع النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية ليضع البنا في أشد المواقف حرجا.. ليصدر بعد مصرع النقراشي وثيقته الخطيرة «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين».. وهو بهذا الإعلان لم يتبرأ فقط من أعضاء النظام الخاص العسكري السري الذين قاموا باغتيال النقراشي.. ولكنه قام أيضا بتكفيرهم وإخراجهم من ملة الإسلام.
كان هذا خطأ حسن البنا الكبير ولابد أنه أثار كراهية أعضاء من الجماعة عليه.. إذ كيف بعد أن اتبعوه وعملوا معه و يتبعوه على نهجه و تعاليمه يقسو عليهم بهذه الدرجة.. لقد تحول حسن البنا بهذا البيان من مرشد وإمام للجماعة إلي عدو يجب التخلص منه خاصة أن هناك من رأي أن حسن البنا باع أبناء جماعته للأمن بمثل هذا البيان وكان لابد أن يدفع الثمن !!!
و لنا هذه التساؤلات :
أولا: هل تم تحقيق داخل جماعة الإخوان المسلمين لكشف الجناة في حادث اغتيال الشيخ حسن البنا مرشد الجماعة؟ وإذا كان هذا التحقيق تم فمتي حدث؟ وهل أعلنت نتائجه؟ وما هي هذه النتائج؟، وهل تم أخذ أقوال عبدالرحمن السندي في هذا التحقيق خاصة أن أصابع الاتهام اتجهت إليه علي وجه التحديد لأن الخلافات بينه وبين المرشد كانت قد وصلت إلي مرحلة خطيرة أدت إلي عزل المرشد للسندي عن قيادة التنظيم السري وتعيين سيد فايز بدلا منه؟، كما أن حادث اغتيال البنا تم بعد هذه الواقعة مباشرة.
ثانيا: لماذا لم تنتقم أو تعاقب جماعة الإخوان المسلمين الأشخاص الذي ادعت أنهم قتلوا المرشد ولماذا لم تنفذ القصاص الشرعي فيهم خاصة أن الجماعة حددت أسماء بعينها اتهمتهم بقتل المرشد؟
ثالثا: لماذا لم تقدم الجماعة منذ اغتيال الشيخ حسن البنا عام 1949 وحتي الآن أي دليل تثبت به صحة اتهامها للملك ولمجلس الوزراء وللبوليس السياسي والاستعمار العالمي وإنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية بقتل مرشدهم؟
رابعا: لماذا لم يتم انتخاب أو تعيين أحمد سيف الإسلام حسن البنا ابن مرشد ومؤسس الجماعة في أي منصب في الجماعة حتي ولو كان شرفيا أو صوريا منذ اغتيال والده الشيخ حسن البنا وحتي الآن، هل لأن سيف كان يعلم سر اغتيال والده وكان يعلم من هم القتلة الحقيقيون ولذلك قررت الجماعة وضعه في الظل وابعاده تماما عن الجماعة طوال هذه السنوات؟..أسئلة لم تجب عنها الجماعة واعتقد أنها لن تفعل ذلك أبدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق