الجمعة، 8 أبريل 2011

تاريخ الاخوان الاسود الحلقة26- ايران تعتزم الدخول الى مصر من بوابة الاخوان المسلمين

مقال بعنوان "الإخوان المسلمون في مصر و إيران"
التعليقات الشخصية بالأخضر

جاء فيه

1-في زيارة له خلال فبراير الجاري (2009) إلى إيران أشاد قائد حماس خالد مشعل بقيادة إيران لمساندتهم لحماس خلال الحرب على غزة، فيما يعد مؤشرًا جديدًا على العلاقات القوية المتنامية بين الجماعة الإسلامية السنية -التي تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية على أنها منظمة إرهابية(لذلك تحالفت معها في العراق و افغانستان)- وبين النظام الشيعي في طهران. وتأتي تصريحات مشعل في أعقاب تحديد وزارة الخزانة الأمريكية قائمة بأسماء قادة القاعدة وعملائها القابعين في إيران.

وعلى الرغم من أن هذا التقارب في العلاقات قد يبدو غير محتمل فإن التاريخ أثبت أنه ليس مستحيلا(لا يوجد مستحيل لدى الاخوان)، فقد عملت إيران على تنمية علاقات في إطار غير رسمي مع الإخوان المسلمين لسنوات عدة، ويلقى المذهب الشيعي قبولا لدى السنة المصريين أكبر نسبيا من القبول الذي قد يلقاه لدى السنة في بلاد أخرى. وربما يلقى انتقاد إيران الحاد للرئيس المصري حسني مبارك صدى لدى المتشددين الإسلاميين المصريين الرازحين تحت وطأة النظام في مصر .

2-الاخوان يسعون الى تأييد النفوذ الشيعي

جاء في المقال

ومن ثم يمكن القول إن إيران إذا استطاعت تنمية علاقات قوية مع الإخوان المسلمين فإن هذا سوف يؤدي إلى اتساع دائرة نفوذها في العالم العربي، مما يمنحها- إيران- تأثيرا في أوساط الراديكاليين العرب؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي بدون شك إلى تطورات خطيرة على صعيد المصالح الأمريكية في المنطقة.


3-إيران ما قبل الثورة والإخوان

على الرغم من عدم وجود روابط مؤسساتية قوية بين إيران والإخوان المسلمين فإن الإخوان كان لهم أثر كبير في إحياء المد الإسلامي في إيران لاتخاذ الإسلام ليس كدين فقط بل كأيديولوجية تحكم كل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


وكان نواب صفوي (1924- 1955م) رجل الدين الشاب الإيراني هو من أسس ما يعرف بحركة" فدائيان إسلام" في مطلع الأربعينيات والتي لعبت دورا محوريا في الربط بين الأصولية الشيعية بالحركات الأصولية في البلاد الأخرى.


وقد آمن صفوي -مثل المؤسسين الأوائل للتيار الإسلامي المصري- بأنه لمحاربة هيمنة الغرب لابد أن تنحي الخلافات السنية الشيعية جانبا، وأن تنشأ جبهة إسلامية موحدة، وتلبية لدعوة سيد قطب –العقل المفكر الأساسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وقتذاك زار نواب صفوي مصر والأردن لمقابلة زعمائها وتحت تأثير جماعة الإخوان المسلمين أصبح صفوي أكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية التي كان من النادر حتى ذلك الوقت أن يشار إليها في المجتمع الإيراني وفي أوساط رجال الدين والمفكرين اليساريين والناشطين الإيرانيين.


وبعد عودته إلى إيران بدأ صفوي حملة لتدعيم فلسطين فجمع ما يقرب من خمسة آلاف متطوع للانتشار في الأراضي الفلسطينية لمحاربة اليهود.وقد عرض القائد الأعلى الحالي الإيراني آية الله خامئني في سيرته الذاتية كيف أنه أصبح مهتما بالأنشطة السياسية بعد مقابلته نواب صفوي في مدينة مشهد بإيران، وقبل قيام الثورة الإسلامية بإيران عام 1979 قام خامنئي بترجمة كتابين لسيد قطب هما "المستقبل لهذا الدين" و"الإسلام ومشكلات الحضارة".


4-الثورة الإسلامية في عيون الإخوان

رحبت حركة الإخوان المسلمين المصرية بحذر في البداية بالثورة الإسلامية التي قادها آية الله الخوميني(عليه لعنة الله)، إذ أعطت تلك الثورة الثقة للإخوان أنهم قد يستطيعون إسقاط النظام العلماني في مصر ولكن بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 أجبر الإخوان على أن يأخذوا موقفا حذرا من الجمهورية الإسلامية على الأقل في العلن (و طبعا لم يستطيعوا اخفاء الحقيقة).


وفي يناير 1982 صرح عمر التلمساني، قائد الإخوان المسلمين آنذاك(الذي كان يقصر الصلاة في السينما)، لمجلة المصور المصرية الأسبوعية بـ"أننا أيدنا الخوميني سياسيا لأن الثورة ساعدت شعبا مقموعا على التخلص من حاكم مستبد واسترداد حريتهم، ولكن من وجهة النظر الفقهية فإن المذهب السني شيء والمذهب الشيعي شيء آخر".ولكن جماعة الإخوان المسلمين استمرت في انتقاد الخلافات الطائفية بين المسلمين بحجة أن وحدة الصف ركيزة أساسية للجهاد ضد الحكام الفاسدين وضد الغرب.


وكتب التلمساني في مجلة "الدعوة" المصرية عام 1985 قائلا: "إن التقريب بين المذهب السني والمذهب الشيعي يعد الآن مهمة ملحة للفقهاء"، وأضاف أن "الاتصالات بين الإخوان المسلمين ورجال الدين الإيرانيين لم يكن الهدف منها أن يعتنق الشيعيون المذهب السني ولكن الهدف الأساسي الالتزام برسالة الإسلام في توحيد الفرق الإسلامية والتقريب بينها بقدر المستطاع".


وهناك نقاط كان التعاون فيها بين الإخوان وإيران أكثر وضوحا وانفتاحا. ففي عام 1988 على سبيل المثال وافق الإيرانيون بناء على طلب من الشيخ محمد الغزالي على الإفراج من جانب واحد عن جميع السجناء المصريين الذين حاربوا مع الجيش العراقي ضد إيران.


وفي 28 يناير1982 صرح المرشد العام الحالي للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف في مقابلة له مع وكالة الأنباء الإيرانية بأن الإخوان المسلمين يؤيدون أفكار ومفاهيم الجمهورية الإسلامية وأضاف أن أفكار آية الله الخوميني خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هي امتداد لتوجه الإخوان نحو مكافحة الاحتلال.



5-مصر تحت حكم الشيعة!

تتميز مصر بتقبل للشيعة أكبر نسبيا من أي دولة سنية أخرى، ومن أهم الأسباب لهذا التقبل هو الأسرة الفاطمية التي أسست في مصر في القرن العاشر منبثقة عن الحركة الشيعية الإسماعيلية(الحمد لله ان صلاح الدين لم يكن في جيشه اخوان). وقد لعبت الدولة الفاطمية دورا هاما في التواصل المثمر بين مصر وإيران. ويمثل القرنان اللذان حكم فيهما الفاطميون مصر نقطة مضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية من حيث النمو الاقتصادي والازدهار الثقافي(و الزندقة و الشرك)، وحتى في مجال الفن؛ فقد تميز الفن في العصر الفاطمي المصري بالتأثر بالطراز الفني الإيراني.


وقد تركت الفترة التي حكم فيها الفاطميون مصر أثرا باقيا على المصريين حتى الآن، ويعد تقبل المصريين للطقوس والممارسات الشيعية -وهو سلوك لا يتميز به أي بلد سني آخر- دليلا على ذلك التأثير الملموس حتى الآن للحكام الفاطميين الشيعيين الذين حكموا مصر منذ زمن بعيد.


فالمصريون لا يزالون يحترمون الرموز والأيقونات والأماكن المقدسة الخاصة بالعهد الفاطمي، فعلى سبيل المثال يؤمن المصريون بأن الحسين ثالث الأئمة الشيعة وعائلته قد دفنوا في مصر وليس في كربلاء، وبالنسبة للمصريين فإن قبور الحسين وأخته السيدة زينب وابنته السيدة سكينة هي أكثر أماكن العالم قداسة بعد مكة والمدينة. ويقوم السنة المصريون بإحياء ذكرى عاشوراء مثل الشيعة، وإضافة إلى ذلك فإن اللغة الفارسية قد اعتمدت في القرن التاسع عشر في مصر لدراسة العلوم والآداب وقد انعكس ذلك في أن بعض الصحف المكتوبة باللغة الفارسية كانت متاحة في ذلك الوقت.


وكما كان لقادة التيار الإسلامي في مصر أثر على رجال الدين في إيران -كما أشرنا سابقا- فإن رجال الدين الإيرانيين أيضا قد ساعدوا في العمل على إحياء عودة المد الإسلامي في مصر، ويعد جمال الدين أسد أبادي والمعروف أيضًا بجمال الدين الأفغاني (مجدد القرن عند الاخوان)مثالا واضحا على ذلك، فقد وصل إلى مصر من بلده إيران وادعى أنه أفغاني ليسهل له ذلك قبوله ممن حوله كسني(اعتراف منهم بانه رافضي ايراني)، وقد دافع جمال الدين الأفغاني عن مبدأ وحدة المسلمين وسعى لإيجاد حلول لأمراض المجتمعات الإسلامية من خلال تعاليم الإسلام الأصيلة.نتيجة لذلك التاريخ الزاخر كان للشيعة في مصر بعض القبول على الرغم من أن المصريين ظلوا في العصر الفاطمي ولا يزالون شعبا سنيا.



6-المستقبل


بينما يظل احتمال حدوث تطور بارز في العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والنظام الإيراني احتمالا مستبعد الحدوث فإن اتحادًا من هذا النوع من شأنه أن يكون مدمرًا، فإيران لا تزال تركز على أن يمتد نفوذها في الخليج العربي وما وراءه، وبالتالي فإن تكوين علاقات قوية مع أقوى حزب معارضة في الشرق الأوسط يعتبر قفزة كبيرة في هذا الخضم. إن العلاقات الآخذة في النمو بين إيران وحماس والنظر إلى تاريخ تلك العلاقات يحتم على صانعي السياسة الأمريكية مراقبة هذه العلاقة.

المصدر
موقع اسلام اون لاين
http://www.islamonline.net/servlet/S...wa%2FDWALayout

موقع موسوعة الاخوان قبل ان يحذف
http://www.ikhwan.net/wiki/index.php...B1%D8%A7%D9%86
و لكنه حذف من موقع موسوعة الاخوان بعد مواجهتهم به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق