الأربعاء، 6 أبريل 2011

تاريخ الأخوان الأسود-الحلقة 20 القيادى الاخوانى عبد الستار المليجى يفضح حقيقة الاخوان http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=114605

عبدالستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة: «٢ - ٢» الإخوان «ورقة» تستخدمها الدولة.. وعددهم لا يتجاوز ١٠٠ ألف بـ«المتعاطفين معهم»

  حوار   أحمد الخطيب - منير أديب    ٢٥/ ٧/ ٢٠٠٨
تصوير- أدهم خورشيد
المليجي
يواصل الدكتور عبدالستار المليجي شهادته، كما يقول، للرأي العام من خلال «المصري اليوم» ليكشف أسراراً أكد أنه طالما أبلغها للمرشد العام للتحقيق فيها، لكن دون جدوي.
المليجي يكشف في الجزء الثاني من الحوار عن أن بعض القيادات الإخوانية تستخدم «أسماء مستعارة» للهجوم علي آخرين، منها مثلاً ما كتب باسم زهراء بنت المهندس خيرت الشاطر عندما هاجمته في موقع «إخوان أون لاين»، وقال أرسل الشاطر لابنته يلومها علي الرسالة فقالت له عمو محمود عزت هو الذي كتبها وطلب أن أضع اسمي عليها.
وأضاف «الكذب يملأ الجماعة الكل يكذب ليل نهار» فضلاً عن شن حملة تشويه بـ«التهمة الجاهزة» لأي معارض، وهي أنه «يتبع الأمن».
لم يقف المليجي عند التطرق إلي بعض سمات الجماعة، ولكنه كشف عن معلومات وصفها بالـ«خطيرة»، عن التمويل وطريقة الحصول عليه، وكيف يتم السطو عليها من قبل قيادات الجماعة رغم أنها تعلم أن هذه الأموال في حقيقتها «صدقات».
.. الحوار مليء بالمعلومات التي قد يكشف عنها لأول مرة من قيادي يعمل في التنظيم علي غير العادة.. فإلي نصه:
* بداية أنت مهمش الآن داخل الجماعة، ومنذ فترة يقول «الإخوان» إنك بعيد عن المواقع التنظيمية فما ردك؟
- أنا لم يهمشني أحد أنا معي شهادة من قبل الأجهزة الأمنية في محكمة عسكرية بأنني أدير جماعة الإخوان علي خلاف القانون فكيف يهمشني الآخرون من داخل الجماعة ويصفونني مثلا بأنني لست إخوانياً.
* ولكن المرشد عاكف قال إنه لا يعرف أحداً اسمه السيد عبدالستار المليجي؟
- هذا غير صحيح لأنه قال «كلام حلو» في حقي وقال إنه اشتغل معي وقال إنني كفء، عندما عملت معه في قسم الطلاب، وأنا أشكره علي هذا، وقال أيضاً إن موقفي في المحاكمات العسكرية أغضب الإخوان، رغم أن رسالتي محورها «أموال الإخوان من أين وإلي أين»، وكنت قد أرسلتها قديما من قبل المحاكمات العسكرية، وضبطتها مباحث أمن الدولة في منزل أحد قيادات الإخوان أثناء احتفاظه بها في منزله، وتم نشرها في الأهرام.
* ولكن الزهراء خيرت الشاطر انتقدتك علي الموقع الرسمي للجماعة بسبب هذه الرسالة؟
- للأسف الزهراء لم تنتقدني كما يظن البعض، ولكن الذي قام بتوجيه هذه الانتقادات هو الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة، لأن خيرت الشاطر أرسل يلوم ابنته علي هذه المقالة، فقالت له أنا لم أكتب هذه المقالة ومحمود عزت هو من كتبها، وطلب أن أضع اسمي عليها.
* البعض كان يشير بشكل خفي إلي أنك تتعامل مع الأجهزة الأمنية؟
- هذا كلام غريب ولم يحدث بالطبع وهو اتهام جاهز لكل من يختلف مع أحد من القيادات في الإخوان، بل عندما تتأمل تجد أن التنظيم الخاص كان أكثر نقاط الاختراق للجماعة، مثلاً الحاج مصطفي مشهور حمل كل أوراق الإخوان ومشي في شارع كان لا يجب أن يسير فيه، وبالتالي عرف كل شيء عن الإخوان بسبب هذا الخطأ، وفي سلسبيل كان نفس الأمر، حيث تتبعتهم مباحث أمن الدولة من خلالهم وهم يجمعون المعلومات، ثم قبضت عليهم، وكانت بمثابة الكنز لهذه الأجهزة، وهم دائماً فشلة،
وعندما دبروا لاغتيال جمال عبدالناصر فشلوا، ولما «العيال» الصغيرة بتوع الجماعة الإسلامية حاولوا اغتيال السادات نجحوا، لأنه كان هناك فرق في الأداء، حتي الأداء الإجرامي هم ليسوا «شاطرين» فيه، ولا حتي الأداء التنظيمي، ولا لديهم كفاءات كبيرة، فهو ادعاد أكثر منه حقيقة، والشيء الذي يستخدمونه لتجنيد أفراد جديدة هو تشويه سمعة الآخرين، كما أن الكذب لديهم مباح، لأنه بيقولك في سبيل الله، وهم يقولون ذلك في حق، فكثيرا ما أسمع سباباً من هذه القيادات، وبعضهم كان يكتب عنا تقارير في السجن ويرسلها للقيادات، ولما خرجت من السجن وجدت كل الوجوه مكشرة لي بسبب هذه التقارير الكاذبة.
* قلت إن الدكتور محمد حبيب «مجرد ديكور».. ورغم كونه نائب المرشد.. فإن الآخرين هم الذين يقودون.. ماذا تعني بذلك؟
- نعم، هذا صحيح، لأن حبيب رجل محترم، ولكن ليست لديه عزوة إخوانية.
* ولكن حبيب كان مسؤول المكتب الإداري في أسيوط بالصعيد؟
- محمود حسين أزاح محمد حبيب، لأن الأخير دمياطي والأول أسيوطي، مع أن المعروف أن حسين لم يعش في أسيوط وهو من مواليد فلسطين، لأن والده الأسيوطي هاجر إلي فلسطين في العشرينيات، وأنجب أولاده جميعاً هناك، ولم يعد حسين إلي أسيوط إلا بعد حصوله علي الثانوية العامة من غزة، وفي هذا الوقت كان حبيب يقود عملاً إسلامياً ملموساً في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط وعندما اشتكي حبيب للتملساني من منافسه حسين في أسيوط طيب التلمساني خاطره، وقال له تعالي اشتغل معانا في مكتب الإرشاد.
* البعض يذكر أنك تعرضت لمضايقات داخل السجن بسبب خلافاتك الدائمة مع قيادات الجماعة داخل السجن؟
- الخلافات الدائمة كانت بين محمد السروي ومحمود عزت، وهما من كانا يكتبان تقارير دائماً في الإخوان من داخل السجن.
* وما أبرز انتقاداتك التي وجهتها حول أموال الإخوان؟
- أنا بالفعل انتقدت أموال الإخوان في رسالة «أموال الإخوان من أين وإلي أين» والتي أرسلتها لمكتب الإرشاد وطالبت بأن نعرف منافذ صرف هذه الأموال.
* ومن أين تأتي هذه الأموال؟
- هي مجرد تبرعات تأتي من الداخل والخارج، والتنظيم السري يقول لن نعلن عنها من أجل الحصار الأمني، وأنا أطالبه بأن يعلن ميزانية ويشارك فيها مجلس شوري الإخوان بالقبول أو الرفض، لنعرف أين تصرف، فالمفروض مجلس شوري الإخوان يكون من صلاحياته أن يعطي ضوءا أخضر لإنفاق هذه الأموال، لأن هناك أناساً فقراء جدا في الإخوان، وأصبحوا فجأة أغنياء، وليس لديهم قدرات، واتضح أنهم بيحصلوا علي فلوس التبرعات ليعملوا بيها استثمارات،
 وفور وفاة الشخص، الفلوس بتضيع علي الإخوان، لأن أولاده بيورثوها والقيادات الأمنية قامت بالقبض علي الكثير من الإخوان، وأخذت فلوس الكثير، مثلما قبضت علي أحد الإخوان وأخدت من خزانته ٢٧٠ ألف دولار و٢٠٠ ألف جنيه عند آخر ولذلك أنا أتساءل كيف تدار الحركة المالية داخل الجماعة، وكيف يتم التعامل مع التبرعات التي تأتي للإخوان، خاصة أن هناك متدينين يتبرعون للصدقة وليست كل هذه التبرعات من أموال الإخوان، فالمتعاطفون الذين يتبرعون كثيرون، فبالتالي من حق الناس معرفة أوجه إنفاق هذه الأموال وفقراء الإخوان لا أحد يسأل عنهم،
والتنظيم السري بياخد الأموال، الدكتور محمد سعد الكتاتني، مسؤول الكتلة البرلمانية للإخوان أنشأوا له مركزاً علمياً في المنيل فور وصوله من الخارج وتم إنشاء شركة كمبيوتر له، لأنه «متظبط» من الخارج ضمن مجموعة التنظيم السري، بينما المسؤول عن المحافظة كلها الشخص الكبير الدكتور علي عمران فقير ولا يجد أي مساندة، فهذه الأموال تستخدم للإفساد التنظيمي داخل الإخوان، وكل هذا حرام شرعاً.
* معني هذا أن هناك لغزاً كبيراً في الأموال حتي داخل التنظيم نفسه.. فضلاً عن سؤال الرأي العام الدائم عن حجم هذه الأموال ومصدرها؟
- الإخوان تستطيع أن تطلق عليهم ظاهرة «أندر كنترول»، أي تحت الضبط الحكومي، فالإخوان ليسوا فاعلا، ولكنهم مفعول به والدولة تستخدمهم كورقة، فالإخوان ورقة سياسية تستخدمها الدولة في الوقت المناسب وتحرقها في الوقت المناسب، ولذلك يرفضون التقدم بإنشاء جمعية كي لا تحدد مصارف الأموال، وهذه طبيعة النظام الخاص، لا يريد أي رقابة تمنح وتمنع، والنائب الأول للمرشد محمد حبيب يؤكد أنه أشرف علي انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، وهذه طبيعة السرية داخل هذا التنظيم،
 مع العلم بأن الإخوان ليسوا علي دراية بهذه الانتخابات تماما ولا توجد أصلاً كشوف ناخبين ولا أحد يترشح، ولا توجد أي آلية ولا حد يعرف مواعيد الانتخابات، وفي انتخابات مجلس الشوري في ١٩٩٥، كان قد نجح ٥٠ عضو مجلس شوري وفجأة تمت إضافة ٣٠ آخرين ولما سألنا عن هؤلاء الثلاثين قالوا لنا إن هؤلاء كانوا أعضاء بمكتب الإرشاد، وبالتالي من حقهم المشاركة في التصويت والاجتماع مع مجلس شوري الجماعة.
* ولماذا لم تظهر انتقاداتك هذه في وقتها؟
- لأنني شاري الإخوان لحد وقت متأخر، وأحاول أن أصلح من الداخل، ومش لازم كل حاجة أعلنها، ويهمني جموع الإخوان التي لا تعرف، لأنها هي التي تحمي الإخوان وتتبرع لها.
* ولكنك مازالت تنتمي للإخوان؟
- نعم، وسأبقي حتي لو عملت جمعية جديدة اسمها الإخوان المسلمين.
* ما فكرة الجمعية التي ترغب في الإعلان عنها بديلا لوجود تنظيم الإخوان؟
- الفكرة أن وجود التنظيم بشكله الآن غير شرعي وغير قانوني، ويستحيل بعد هذه السن والوضعية الاجتماعية أن أتعامل علي خلاف القانون، فكيف أطالب بدولة مدنية وبعد ذلك أتعامل علي خلاف القانون، لابد من اكتساب القانونية، ومن هنا كانت فكرة إنشاء الجمعية حتي يكون هناك وجود شرعي.
* وهل تعتقد أن الدولة ستوافق علي ذلك؟
- ليس بالضرورة أن توافق الدولة، ولكن عليك أن تتقدم، وفي حال رفضها توضح عوار الدولة، ولا تقول أنا لو قدمت الدولة هترفض، لو أردت أن تمارس السياسة فطريقك الحزب السياسي ولا تقول إن اللجنة الموجودة أنا مش راضي عنها، لأن ذلك ليس من سلطتك، ولكن من سلطة مجلس الشعب، ولابد أن تقدم علي حزب، وكيل مؤسسين وألف عضو معاه وبرنامج من خمس ورقات، وتقدم للجنة التي تقول رأيها،
 وأذكر أنني اختار الاسم اللي عاوزه، وطالما أنت الذي لم تتقدم لإنشاء حزب إذن أنت المخطئ ، وأذكر أنني قدمت قبل ذلك لحزب سياسي، وعملت مشكلة مع حزب الوسط وتراجعت عن إنشاء الحزب ولذلك كان البديل هو الجمعية الخيرية، وسوف أتقدم بها خلال هذا العام، وهذه الفكرة تروق للكثيرين من الإخوان، وإن كان الإخوان غير معتمدين علي هذا الشكل من ٣٥ سنة، حيث لا توجد عقلية سياسية لدي الإخوان، فهم يظنون أنهم يحملون راية الإسلام بمفردهم.
* وأين محمد مهدي عاكف من كل هذا؟
- ليس بيده إدارة الأمور في الجماعة فمحمود عزت، أمين عام الجماعة، وصبري عرفة ومحمود غزلان، هم العناصر بارزة العداء لما هو مألوف في الإخوان، وهي التي تقود.
* ولماذا أنت تصر علي العمل مع الإخوان رغم استبعاد الجماعة لك من العمل العام؟
- أنا لجأت للعمل من خلال الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية، لأنني قلت للإخوان أنتم لا تعملون شيئاً، وكنا علي عهد بأنهم يعاونون كفاية ويدعمون وقفاتها الاحتجاجية، علي سبيل المثال، لكنهم استصغروا حجمها واستقلوا بها حتي حدثت المحاكمات العسكرية فقالوا إن كفاية لا تقف معهم، فكيف تطلب منهم ذلك وأنتم أول من تخلي عنهم، ورغم ذلك كتبت حركة كفاية أكثر من بيان تندد فيه بالمحاكمات العسكرية تفضلا منها، وكان من حقها أن تسكت، والغريب أن الإخوان قاموا بتشكيل جبهة أخري مثل كفاية سموها الجبهة الوطنية «المهلبية» وفشلت فشلا ذريعا.
* ولماذا لم يشاركوا مع كفاية ولم يدعموها؟
- كانت حجة الإخوان أن هذا التشكيل سيسحب بساط الحركة المصرية من تحت أقدام الإخوان وأنت تنظيم كلاسيكي راكد لا تنسحب، أصرف من عندك شوية ناس عشان يساندوا الحركة، وكان الإخوان يقولون عن كفاية إنهم شوية عيال ولا توجد أحزاب ومفيش حد في مصر غيرنا، وهذا وضع صغير وغير عادل.
* وكم عدد الإخوان في تقديرك وأنت أحد قيادات هذا التنظيم؟
- علي غير ما يتوقع الناس فالإخوان لا يتجاوز عددهم الـ ١٠٠ ألف بالمحبين والمتعاطفين وجيران المحبين والمتعاطفين والإخوان العاملون لا يتجاوز عددهم ٥ آلاف إخواني منهم ٨٥ أعضاء في مجلس الشوري، وهناك أكثر من عشر محافظات لا يوجد بها إخوان أصلاً، والجماعة تروج أن عددها كبير، وهذا غير حقيقي، وعندما تكون هناك مظاهرة في ميدان التحرير يأتي لها من أربع محافظات فيظهر أن عددهم كبير وهو ما تفعله الجماعة.
* ألا تري أن كلامك هذا ينهي علاقتك بالإخوان كتنظيم؟
- هذا غير صحيح، لأنني مع الإخوان كقواعد وأدافع عنهم واستخلص حقوقهم من اللي أخذوها وضد التنظيم الخاص السري الذي نحا بالجماعة هذا المنحي وأدخلها هذه المتاهات، وهو تنظيم محظور وأموال مأخوذة وقيادات في السجن، وهذه نهاية لا يمكن أن نتصورها.
* عودة للمقالة التي وضع محمود عزت اسم الزهراء خيرت الشاطر عليها وكانت تحمل انتقادات لك، هل الإخوان يلجأون لمثل هذه الوسيلة من التعامل؟
- نعم يلجأون لهذه الوسيلة وليت الأمر يقتصر علي المقالات، بل يتطور إلي كتب يضعون عليها أسماء غيرهم، مثل كل كتب التربية الموجودة الآن، ومثل كتب التربية المكتوب علي بعضها سعيد جمعة رغم أن مفيش حد اسمه سعيد جمعة في الأساس، وهذه كلها أساليب رخيصة.
* وما رأيك في برنامج حزب الإخوان؟
- أولاً هذا البرنامج كان لابد أن يعرض علي مجلس شوري الجماعة، حيث يعتبر الجهة المعنية بالنظر في مثل هذه القضايا وليست المكاتب الإدارية، لأنه عارف مجلس الشوري ده لو اجتمع لن يوافق علي ما يطرح، فبالتالي هو بيتعامل بسياسة «اللي تغلبه العب به»، فبالتالي يتخطي اللائحة ويغير فيها ما يريد وتفاجئ وأنت تجري عملية انتخابية أنها تمت علي غير ما تريد، وغندما تقول ليه كده، يقول أصل اللائحة تغيرت، ومن اللي غيرها يقولك الإخوان، كلمة مبهمة.
* كيف أجريت انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة؟
- ليس لدي علم بذلك، رغم أنني عضو مجلس شوري، والنظام السري في الجماعة لا يصلح معه أن تكون هناك انتخابات، وهو ليس في حاجة لانتخابات، لأن الإخوان لديهم من الأعراف الكثير، ولكن الأعراف تلفظ العمل السري الخاص، علي طريقة النظام الخاص الذي أربك الجماعة علي مدار التاريخ، ولذلك هو يجد في الوقت الحالي فرصة له أفضل، ويبحث عن مشروعية غير حقيقة.
* وكيف تقيمّ آداء ونتائج جماعة الإخوان المسلمين بعد هذا العمر المديد؟
- الجماعة عندما أنشأها مؤسسها الأول حسن البنا كانت تريد إقامة الخلافة الإسلامية سنة ١٩٢٨، رغم أن الإمام الخميني أنشأ دولته في عشر سنوات فقط، وهذه قدرة علي الإنجاز، وأصبحت إيران أقوي دولة إسلامية علي الإطلاق حربياً وتكنولوجياً واقتصادياً، وتقف أمام أمريكا الآن، ومنظمة صغيرة اسمها حزب الله هزمت إسرائيل، هذه نماذج الحركة الإسلامية علي مختلف ألوانها وأطيافها، مانديلا في جنوب أفريقيا أنجز مشروعه السياسي في أقل من عشر سنوات، ورغم سجنه لسنوات طويلة، استطاع أن ينجز مشروعه بخلاف الإخوان الذين لهم الآن ثمانون عاماً بلا شيء، المحصلة النهائية أننا فشلنا.
* لكن لا تنس الضغوط الأمنية والسياسية؟
- الضغوط الأمنية التي كانت تمارس علي الخميني أضعاف ما كانت تمارس علينا، ورغم ذلك نجح نجاحاً كبيراً، وما يمارس علي حزب الله أضعاف ما يمارس ضدنا، وأنا نظرتي للداخل جديدة الآن، لأنني مؤمن بأن الوضع القائم كان السبب، ومن أهم سلبيات التنظيم الخاص، أن الإخوان غُيبوا عن المشاركة في جميع المشروعات القومية الوطنية، منذ اغتيال الشهيد حسن البنا قامت الثورة ولم نشترك في مشروعها القومي، وأصبحنا أعداءها.
* ولكن الإخوان اختلفوا مع الثورة وبالتالي من الطبيعي ألا يشاركوا في مشروعها القومي..؟
- الحروب الضخمة التي خاضتها مصر كلها لم يشارك فيها الإخوان بدءاً من (٥٦ و٦٧ و٧٣ لم يشارك فيها الإخوان، ولم تكن هناك مشاركة في أي مشروع قومي، والمثال عندك ٥٠٠ طالب الآن حصلوا علي قرارات فصل من طلبة الإخوان، وكل ده لأن النظام الخاص يفرض عليك أن تضع إستيكر مكتوباً عليه الإخوان المسلمين، وهذا يعني أنك تخلق عداءً بين الطالب والجامعة، وبعد كده يروح الطلاب يعملوا قضايا ضد أساتذتهم، طب فين «كاد المعلم أن يكون رسولاً»، وهل الحق السياسي في الاتحاد يساوي هذه الإشكالية الضخمة؟!
 في النهاية نحن لم نشارك في المشروعات القومية ولم نحقق مشروعنا نتيجة لالتزمنا بتفكير التنظيم الخاص بهذه الطريقة والإدارة، والخلاصة نحن نمر الآن بالنكبة الرابعة، فهذا التنظيم يسعي لإشاعة الفرقة بين صف الإخوان.

هناك تعليق واحد: