الأربعاء، 6 أبريل 2011

تاريخ الاخوان الاسود الحلقة 22 - الاخوان يعترفون بعقد صفقة مع امن الدولة فى مصر عام 2005

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=231189&IssueID=1573


عبدالحميد الغزالى مستشار مرشد «الإخوان» لـ «المصرى اليوم »: نعم عقدنا صفقة مع الأمن فى انتخابات ٢٠٠٥ .. لكن النظام «نقضها»

  حوار   طارق صلاح    ٢٩/ ١٠/ ٢٠٠٩
تصوير: حسام فضل
الغزالى يتحدث لـ «المصرى اليوم»
اعترف الدكتور عبدالحميد الغزالى، المستشار السياسى للمرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، بعقد الجماعة «صفقة» مع الأمن خلال الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٥، مستطرداً أن «النظام نقضها» بحسب تعبيره، مؤكداً أن خيرت الشاطر نائب المرشد اُعتقل بسبب هذه الصفقة.
ورفض الغزالى فى حواره مع «المصرى اليوم» توصيف ما حدث داخل مكتب إرشاد «الإخوان» بشأن تصعيد الدكتور عصام العريان للمكتب بأنه أزمة، وقال «دى حاجة بسيطة خالص».
وقال الرجل، وهو يتناول دواءه الكيميائى من مرض قاس ألمّ به منذ سنوات: «العمر قليل، ولن أكذب، أو أنافق، ولكنى أحب الإخوان، وأخاف عليهم، وحاولوا تقدير موقفنا».
وبحكم موقعه داخل الجماعة، حاولنا أن نعرف منه تفسيراً لكثير من الغموض الذى يكتنفها خاصة داخل مكتب الإرشاد، فى ظل أحداث وصفها بعض المحللين بأنها «بداية لانفجار صراعات داخل أجنحة الإخوان».
وكالعادة تحفظ المستشار السياسى للمرشد فى الحديث عن بعض ما يدور داخل أروقة الجماعة، لكنه تحدث باستفاضة فى أمور بعينها.. فإلى تفاصيل الحوار:
■ بداية ما الصورة حالياً داخل مكتب الإرشاد خاصة بعد الأزمة الأخيرة؟
- لا توجد أزمة من الأصل، والحياة تسير بشكل عادى داخل مكتب الإرشاد.
■ كيف ذلك.. العالم يعرف أن أزمة قد انفجرت بسبب رغبة المرشد مهدى عاكف فى تصعيد الدكتور عصام العريان وهو ما يرفضه الدكتور محمد حبيب والدكتور محمود عزت، وعلى إثرها ترددت أنباء باستقالة عاكف التى نفاها فيما بعد؟
- أولاً لا تقل أزمة، ثانياً المرشد أكد، وكذلك الدكتور محمد حبيب أن موضوع الاستقالة شائعة مغرضة.
■ ماذا تقصد بـ «شائعة مغرضة»؟
- أقصد أن أشخاصاً بعينهم يحاولون تنفيذ مخططات لحساب جهات معينة هدفها هدم جماعة الإخوان المسلمين.
■ من هم هؤلاء الأشخاص؟
- هم معروفون للناس كلها، ولن أذكر أسماء.
■ وهل من السهل اختراق وتفكيك جماعة الإخوان المسلمين؟
- هذا المستحيل بعينه، لأنها جماعة تقوم على نظام مؤسسى، ولها عقيدة تحيا بها، فهى عبارة عن نسيج واحد.
■ نعود مرة أخرى لمكتب الإرشاد، لماذا رفض كل من الدكتور محمد حبيب والدكتور محمود عزت تصعيد الدكتور عصام العريان للمكتب؟
- الدكتور حبيب والدكتور عزت لم يرفضا تصعيد شقيقهما الدكتور عصام، لكن ما حدث هو اختلاف فى تفسير اللائحة المنظمة لعمل مكتب الإرشاد.
■ نريد تفسيراً أكثر.. ما معنى اختلاف فى تفسير اللائحة؟
- عدد من الإخوة فسّر اللائحة على أساس أنه يجب الانتظار لحين حلول موعد انتخاب أعضاء مكتب الإرشاد، خاصة أنه بعد ثلاثة شهور، والبعض الآخر فسر اللائحة بأنه يجب تصعيده استثنائياً دون الانتظار لموعد الانتخابات، واستقر الأمر فى النهاية على الرأى الأول.
■ يوجد فى لائحة المكتب ظرف استثنائى يسمح بالتصعيد دونما انتظار الانتخابات كما حدث مع الـ(٥) الذين تم تصعيدهم منذ أكثر من عام، فلماذا لم يستخدم الظرف الاستثنائى مع العريان واستخدم مع غيره خاصة أن الدكتور عصام، كان قد حاز على أعلى الأصوات بين المرشحين الذين لم يوفقوا خلال انتخابات المكتب السابقة، إضافة إلى رغبة المرشد فى وجوده داخل المكتب؟
- لم يستخدم الظرف الاستثنائى مع الدكتور عصام العريان لسببين، الأول أن الانتخابات الطبيعية سوف تجرى قريباً خلال ثلاثة شهور، ثانياً أن تصعيد (٥) أشخاص يختلف عن تصعيد فرد.
■ قيل إن تيار المحافظين يخشى من العريان كونه من الإصلاحيين؟
- لا يوجد محافظون وإصلاحيون بهذا المعنى داخل الجماعة، ولكن يوجد اختلاف فى الرؤى ووجهات النظر، وهذه التباينات تجعل الجماعة فى النهاية تظهر بالوسطية والاعتدال، إضافة إلى أن الدكتور عصام مقبول من جميع الأطراف، ويحظى بتقدير كل الإخوان، ولا خوف مطلقاً من أحد على أحد داخل الجماعة.
■ تقول إن تفسير اللائحة انتهى إلى انتظار الانتخابات، وعندها يمكن أن يتم تصعيد العريان فى حال اكتسابه أصواتاً تسمح له بذلك، هذا بالنسبة لعضوية مكتب الإرشاد، لكن لماذا رفض كل من أمين عام الجماعة والنائب الأول لها، رغبة عاكف، فى أن يكون العريان نائباً له، خاصة أن اللائحة تمنح المرشد العام حق اختيار نوابه، وقد اختار عاكف حبيب نائباً له من قبل؟
- لم يرفض أحد رغبة المرشد، ولكنها اللائحة، حيث تقول إن للمرشد ثلاثة نواب بحيث يكون له نائبان من مصر، وهما موجودان بالفعل، فالدكتور محمد حبيب نائبه الأول، بينما المهندس خيرت الشاطر النائب الثانى، بينما الثالث لابد أن يكون من الخارج وهو متوفى، لذلك فإنه وحسب اللائحة لا يمكن تصعيد نائب فى ظل وجود نائبين من مصر للمرشد، حسبما تقضى اللائحة.
■ ماذا عن المرشد القادم للجماعة بعد إصرار عاكف على عدم الاستمرار؟
- فترة ولاية الأستاذ عاكف ستنتهى بعد ثلاثة شهور، ولذلك نحن ننتظر إلى موعد نهاية الولاية، فإذا أصر على رغبته فسوف تجرى انتخابات لاختيار المرشد الجديد.
■ كيف يتم انتخاب المرشد العام للجماعة؟
- عن طريق مكتب الإرشاد، الذى بدوره يأتى بواسطة مجلس شورى الجماعة.
■ تتحدثون عن انتخابات مكتب الإرشاد وانتخابات مجلس شورى الجماعة وكأنها عملية بسيطة، فكيف تتم فى ظل وجود متابعة أمنية على أعضاء الإخوان؟
- لقد اكتسبت الجماعة خبرة من خلال التاريخ الطويل مع الأمن، ولذلك نستطيع إجراء انتخابات، فمثلاً لقد انتهينا تماماً من انتخابات مجلس شورى الجماعة، وسوف يحدث ذلك فى انتخابات مكتب الإرشاد خلال الأيام المقبلة.
■ يقولون إن قيادات الإخوان، وتحديداً الدكتور محمد حبيب والدكتور محمود عزت، استطاعا أن يسلبا المرشد اختصاصاته.. فما رأيك فى ذلك؟
- الإخوان جماعة تقوم على المؤسسية، وقبلها المودة، فلا يمكن حدوث سلب لاختصاصات المرشد، فهو يقوم بممارسة مهام عمله دونما أى أشياء مما يقال، ولكن قلت لكم إن الاختلاف وارد خاصة عند تفسير لوائح أو غير ذلك من الأمور الإدارية.
■ كلامكم يبدو متفائلاً، لكن الواقع داخل مكتب الإرشاد عكس ذلك، فهل هذا نوع من الدهاء السياسى؟
- ليس كذلك، ولكن نحن نثق فى قدراتنا وأدواتنا للتعامل مع مثل هذه الأمور البسيطة، ولعلمك هذا ليس أول اختلاف ولا آخره، وطبيعة أى عمل أن يكون هناك تباين فى وجهات النظر.
■ بالمناسبة كم يبلغ عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وخارجها؟
- نحن فى مصر، والحمد لله، وصلنا إلى رقم ١٥ مليون إخوانى، حيث يوجد ١٠ ملايين يسمون «إخوان عاملين» فى الجماعة، بينما الخمسة الآخرون مؤيدون لأفكارها، وهذه ليست أمانى ولكنها إحصائيات، أما عن عدد الإخوان خارج مصر فلا أعرف الرقم بالضبط.
■ تقول إنها إحصائيات، هل هى خاصة بكم أم أنها إحصائيات عامة؟
- بالطبع لنا إحصائيات خاصة، وأيضاً أعلنت إحصائيات عامة فى مصر وخارجها بهذا الشأن.
■ باعتباركم المستشار السياسى لمرشد الإخوان نريد تفسيراً لقول المرشد مهدى عاكف، فى حواره مع «المصرى اليوم»، مؤخراً بأنه يوجد شىء غامض فى مكتب الإرشاد؟
- لا أعتقد أن المرشد يقصد مكتب الإرشاد، ولكن أتوقع أن تكون الجملة قد نُقلت بشكل خاطئ، لأن الغموض فيما يحيط بالإخوان، خاصة من النظام الحاكم والأمن.
■ ماذا تقصد؟
- أقصد الملاحقات الأمنية المتتالية من جانب النظام، التى تحدث بدون أسباب منطقية، ولا نعرف إلى متى ذلك ولكننا، كما قال فضيلة المرشد، «لن نُستفز مهما حدث لنا لأننا نؤمن بأن السلام والعفو هما الطريق إلى خير الوطن».
■ متى سوف يتم الإعلان عن برنامج حزب الإخوان؟
- بكل صراحة لقد انتهينا من تعديل برنامج الحزب، ولكن يتم تأجيله نظراً للظروف المحيطة، المتمثلة فى الملاحقات الأمنية ومحاولة الدولة إقصاء الجماعة عن العمل السياسى، ولذلك يتم اختيار الوقت المناسب للإعلان عنه.
■ وما موقف البرنامج النهائى من حكم الأقباط والمرأة وأيضاً هيئة العلماء؟
- لقد انتهينا إلى أنه لا يجوز للقبطى الولاية الكبرى المتمثلة فى رئاسة الدولة، فيما يحق له جميع المناصب دون استثناء، وأيضاً ينطبق هذا الاتفاق على المرأة، ويجب أن يعلم الجميع أن الإخوان يقدرون المرأة نظراً لتقدير الإسلام لها، وأيضاً نحن نحب الأقباط،
وأحب أن أوضح أمراً، هو أننا جميعاً كمصريين نسمَّى أقباط مصر فنحن أقباط مسلمون، ويوجد أقباط مسيحيون، أما الجزء الخاص بهيئة علماء المسلمين فأشير إلى أنه ضمن قوانين مجلس الشعب يوجد ما يُشير إلى هذه الهيئة، ونحن نقصد منها أن يكون لها دور استشارى فقط فيما يصدر من قوانين.
واختتم قولى فى مسألة عدم جواز تولى المرأة والقبطى الولاية الكبرى بأن ذلك رأى «فقهى» ليس من «نبت أفكار» الجماعة، وقد أخذنا به.
■ فى رأيكم كم مقعداً يمكن أن تفوز بها جماعة الإخوان فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- ولا مقعد واحد.
■ ولماذا؟
- نظراً لإلغاء الضمانة الكبرى لإيجاد انتخابات نزيهة، المتمثلة فى الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات، وأيضاً فى ظل رغبة الدولة والنظام الحاكم فى إقصاء الإخوان تماماً من العمل السياسى فى مصر، فأنا أتوقع عدم السماح لأى من مرشحى الجماعة بالنجاح فى انتخابات البرلمان المقبلة.
■ عاكف ذكر فى حواره مع «المصرى اليوم» أن هناك صفقة لم تتم بين الإخوان والأمن فى الانتخابات البرلمانية السابقة، ما حقيقة ذلك؟
- كلام صحيح مائة بالمائة، حيث حدث اتفاق ما بين الأمن والجماعة بموجبه لا يحق للإخوان الترشيح فى أكثر من ١٥٠ دائرة.
■ ولماذا لم تكتمل الصفقة؟
- بصراحة نظراً لاكتساح الإخوان مقاعد لم تكن متوقعة، مما جعل الأمن يغضب ويشعر أن الجماعة لم تلتزم بالاتفاقية وقام بالضغط على الإخوان فى معظم الدوائر خلال المرحلتين الثانية والثالثة.
■ طبقاً لأحاديثكم فإن الإخوان هم الذين نقضوا الاتفاقية مع الأمن، وذلك من خلال حصدكم مقاعد كثيرة لم ترغبها الجهات الأمنية؟
- لا.. ليس كذلك، لقد اتفقوا معنا على الترشيح فى دوائر معينة، والتزمنا بها لكنهم لم يتوقعوا هذا النجاح، مما جعلهم يشعرون بالخوف من الاستمرار لذلك نقضوا العهد، وتدخلوا بشكل سافر، واتضح ذلك فى المرحلة الثالثة من الانتخابات، والحقيقة أن أقل تقدير لحسابات الجماعة كان يفترض أن نحصل على ١٣٨ مقعداً فى الانتخابات الماضية، يعنى أننا فقدنا على الأقل ٥٠ مقعداً بسبب تدخلات الأمن ورغبة النظام فى إيقاف تقدم الإخوان.
■ ما الأسباب الحقيقية فى نجاح الإخوان بـ(٨٨) مقعداً فى الانتخابات السابقة؟
- كثيرة، منها ثقة المواطن المصرى فى الجماعة، أيضاً كراهية كثير من المصريين للحزب الوطنى مما جعلهم يعطوننا أصواتهم نكاية فى أعضاء الوطنى، إضافة إلى الرغبة فى التغيير الذى هو من سُنة الحياة.
■ هل يمكن أن تحدث صفقات أخرى مع الأمن فى الانتخابات المقبلة؟
- لا أعتقد ذلك، خاصة فى ظل عدم التزام الأمن بهذا الأمر، ولك أن تعرف حقيقة لا يعلمها إلا أفراد، ألا وهى أن القبض على المهندس خيرت الشاطر جاء لكونه أدار كثيراً من أجزاء الاتفاق بين الأمن والجماعة خلال الانتخابات الماضية.
■ هذا بالنسبة للانتخابات البرلمانية، لكن ماذا عن تصوراتكم للانتخابات الرئاسية وتحديداً بشأن الرئيس المقبل؟
- الرئيس المقبل فى علم الغيب.
■ جمال مبارك هل يمكن أن يحكم مصر؟
- لن يحدث ذلك لأن طبيعة الشعب المصرى تأبى الاحتكار، وتأكد أنه بانتهاء ولاية الرئيس مبارك، لأى سبب من الأسباب، لن يحدث توريث.
■ ما رأيكم فى القول بأن جمال يمكن أن يحكم مصر فى ظل حياة الرئيس مبارك؟
- من خلال حكم الرئيس مبارك، الواضح أنه لن يترك مقعده لأحد حتى وإن كان لأحد أبنائه، فهو يرغب فى الاستمرار إلى ما لا نهاية.
■ فى حالة إجراء انتخابات حرة نزيهة، هل يمكن أن تعطوا أصواتكم لجمال مبارك؟
- لن نعطيه أصواتنا أبداً لثقتنا أنه غير مؤهل لهذا المكان الكبير، لأن حكم مصر يجب أن يتم من خلال رجل له باع فى السياسة، وتاريخ أبيض ناصع، وإجماع من جميع القوى والمؤسسات بشكل ديمقراطى ودون ضغوط من قبل النظام.
■ هل تتوقعون أن يحكم الإخوان مصر؟
- بل نحن واثقون أن يوماً سوف يأتى بإذن الله تكون فيه جماعة الإخوان المسلمين حاكمة لمصر على الرغم من أننا نهاب الحكم لأنه مسؤولية كبرى، ولكن نحن لا نسعى لذلك، بل نرغب فى أن يحكمنا أحد بالإسلام بمعنى نحب أن «نُحكَم بالإسلام ولا نَحكُم بالإسلام»، وعموماً لماذا لا يحكم الإخوان مصر، فلقد حكمها المماليك والأحزاب والسيدات أيضاً حكمت مصر، والجميع يعرف أن للجماعة كوادر مؤهلة وقادرة على ذلك.
■ ما رأيكم فى مجموعة الحركات السياسية التى تظهر من حين إلى آخر مثل «ما يحكمش»، والائتلاف الديمقراطى وغيرهما؟
- الاتفاق والترابط من أجل محاربة الفساد شىء محمود، ولكن ما نطالب به هو توحيد الصفوف ضد الظلم والاستبداد وإنكار الذات، والبعد عن عمل «شو إعلامى»، حتى نصل فى النهاية إلى نتيجة تتمثل فى التغيير والوصول إلى الديمقراطية التى يمكن أن تقضى على معظم المشاكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق